نكهة الحريّة

عانينا ...أو بالأحرى عاناو جدودنا قبل ...كي زرقت شمسنا و طلّينا وكبرنا, كبر معانا العوج ...كبر وزاد كبر لين تاّصّل فينا و ملّي كنّا  عالظّلم ما نسكتوش ولّينا ما نسكتو كان عليه ,اللأيّام تجري و اللّسان يجري أكثر و أكثر ...ديما عنّا ما نقولو و ديما ننّبرو و ديما نعلّقو  ...في العرس و في الدّفينه وفي غيرهم و غيرهم ,ماناش غافلين ...ردّ بالك تغلط و تقول ما نعرفوش ...لا نعرفو و نعرفو كلّ شيّ , أما الخوف و العوج إلّي تخلخلو فينا خذاو بايهم من كرامتنا و حريّتنا ... كي فاض الكاس فاض عند النّاس الكلّ و كيف خرجت كلمة الحقّ و دوّى صداها في شوارع البلاد سمعها العالم و سمعها المقهور اللّي كيفنا و تكلّم ... تكلّم و هاو لتوّه يتكلّم...كنّا نربطو القوّة بالسّلاح و بالثّروات و الأموال الطّائله و نسينا ...تعرفو شنسينا ؟ ...نسينا قوّة الكلمة ...الكلمة كيف تتكتب و كيف تتقال , لا أحنا ما نسيناهاش , هوما نسّاونا فيها...علاش ؟ ...خاترها أقوى سلاح و قتلّي تكون صادقة ...يقول القايل شنوّه الإلّي تبدّل ؟

قول شتحبّ ...تبدّل ما تبدّلش ...تحسّن ما تحسّنش ... المهمّ هو شتبدّل فينا أحنا , شتبدّل في تفكيرنا , شنوّه عطاتنا الحريّه بخلاف حريّتنا , شنوّه رجعتّنّا بخلاف كرامتنا , شنيّه العبره ...من هذا لكلّ ...

أنا تعلّمت نحبّ بلادي و عرفت شمعناها حريّه و كرامه... عرفت إلّي حريّتي مش في خروجي وقت ما نحبّ و مرواحي وقت ما نحبّو عرفت إلّي كرامتي مش في مصروفي ... الغريب في الأمر هو أنّي خرجت بفكرة قدّ ما تلخّصني في كليمتين قد

ما تحسسّني بغربتي على ذاتي  ...عرفت إلّي أنا ما نعرف شيّ

مانيش حزينه لا لا ... بلعكس بلادي تولدت من جديد و أنا زادة ... شنوّه كانت حياتي بلاش قيم الحرّيه و الوطنيّه؟؟؟

تنفّسنا الحريّة ...أما مازلنا ما تبننّاهاش ...يلزمنا نعطيو لرواحنا الوقت...تقول إنتي فديّت مالمستنّيه ؟ هاك ستنيّت عمرك لكلّ ...و هرمت ...من أجل هذه اللّحظه ...التّاريخيّه

المليح يبطى و الملوخيّه تطيب على جمره طافيه و نار هاديه ...سلّه سلّه

حريّتنا بيدينا و حرام كان ما نذوقوهاش...شنوّه نعملو باش ما نضيّعوهاش ...؟...الحريّه ما تمشيش كيف تلقى شكون يقدّسها , ما تهربش كيف تلقى شكون يحترمها و ما تخليّش بيك ...على خاتر قدّ ما تعطيها تعطيك ...الحريّه حنينه و نيّتها صافيه , كيف تحنّ عليها تحبّك و تكبر معاك و تنسّيك في الظّلم إلّي داير بيك و إنتي حاسّ بيه أما ما تشوفوش ...علاش ؟ ماشي في بالنا وفا الظّلم ؟؟ لا ما يوفاش أما يخاف و يبعد و ما يمسّكش خاترك إنسان تقهرو بتعلّقك بالحرّية و بكلمة الحقّ الصّادقه و القويّه ...

كيفاش ...كيفاش نوليّو أحرار؟...نولّيو أحرار كيف نقعدوعلى العهد... على العهد إلّي عملناه مع أنفسنا و مع بلادنا , وقتلّي ما نسكتوش على العوج و وقتلّي ننساو معجم أخطى راسي و أضرب ... وقتلّي توّلّي وطنيّتنا جزء من شخصيّتنا و وقتليّ نتعلّمو ننقدو أنفسنا و توجّهاتنا و نراجعو أفكارنا و نبنيو وجهات نظر مختلفة و لكن هادفة ووقتليّ نتعلّمو نحترمو الآخر و تفكيرو و عقليّتو و كفانا تعصّبا و تكريسا لفكرة الرأي الوجيه الواحد و المبدأ الواحد إلّي استعبدونا بيها و ذلّونا بيها ...

ما قرّاوناش الوطنيّه نقراوها ...ما علّموناش التعددّية نتعلّموها ... ما نفّسوناش الحريّة نتنفّسوها و نزيدو نتنفّسوها لين تعبدنا و نعبدوها ووقتها نسميّو رواحنا أحرار  

تونس...و تتسمّى تونس حرّه